جِدو كريشنامورتي – العقل الصامت

ما هو الموت؟

نحن خائفون جدّاً من الموت ومن كلمة الموت ذاتها. وهو أمر نبعده عنّا قدر المستطاع ولا نتكلّم عنه عادةً، وهذا عبثيّ.

يجب بالمقابل، أن نتكلّم عن فهم الموت وعلاقته بالحياة وبالمحبّة، وعن مدى إتّساع الموت.

وهذا ما ندركه عندما نتحرّر بالكامل من الخوف.

بلا تجرّدٍ من الخوف، لا نستطيع رؤية جمال وحيويّة وقوّة الموت. إذاً، إذا أردنا تمحيص الموت، يجب علينا التخلّص من الخوف، لنتقصّى الموت ونستكشفه…

ولكنّ الإنسان الجديّ والمنتبه للغاية، يجب عليه الدخول في مسألة الموت وأن يدرك ما يعنيه ونوعيّته وليس نهايته.

المصريّون القدماء تحضّروا للموت، وأخذوا معهم وسائل حياتهم لعبور الموت، وهذه وجهة تقول بأنّ الموت هو إستمراريّة لنوعيّة الحياة.

وجهة نظرٍ أخرى تقول بالتقمذص، كما اعتقد الهنود.

وكذلك هناك وجهة نظرٍ تقول بالقيامة، كما عند المسيحيّين.

هذه معتقدات وليست وقائع، هذا إيمان لا أدلّة عليه.

إن كان الإنسان غير خائف بالعمق، فعندها سينظر ليعرف ما هو الموت وما هو الذي يموت عدا عن الجسد.

الجسد قد يطول عمره إذا أتقنّا العيش بشكلٍ صحّي، ولكن إلى متى؟ ففي النهاية مهما طال العمر، سوف ينتهي الجسد ويموت.

وإلى متى الإستمرار في العيش، ولأجل ماذا؟ ألأجل هذه الحياة التي ملؤها الصراعات والمجهودات والإنقسامات والمآسي والغضب والغيرة…؟

لا معنى للحياة التي نعيشها الآن…

جِدو كريشنامورتي